ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة بفندق الشيوخ من أرض نابلس.
وسمع الكثير بدمشق، ومن يحيى الثقفى، وأبى عبد الله بن صدقة، وأبى الحسن بن الموازينى، وعبد الرحمن الخرقى، وإسماعيل الجنزوى، وغيرهم
وانفرد فى الدنيا بالرواية عنهم.
ودخل بغداد. وسمع بها من أبى الفرج بن كليب، والمبارك بن المعطوش، وأبى الفرج بن الجوزى، وأبى الفتح بن المندائى، وعبد الله بن أبى المجد، وعبد الوهاب بن سكينة، وغيرهم.
وسمع بحران من خطيبها الشيخ فخر الدين، وأجاز له خطيب الموصل أبو الفضل، وعبد المنعم الفراوى، وابن شاتيل، والقزاز. وتفرد بالرواية عنهم أيضا.
وقرأ بنفسه، وعنى بالحديث. وتفقه على الشيخ موفق الدين. وخرج لنفسه مشيخة عن شيوخه، وجمع تاريخا لنفسه. وكان فاضلا متنبها. وله نظم
ولى الخطابة بكفر بطنا بضع عشرة سنة.
وكان يكتب خطا حسنا، ويكتب سريعا. فكتب ما لا يوصف كثرة من الكتب الكبار، والأجزاء المنثورة لنفسه وبالأجرة، حتى كان يكتب فى اليوم إذا تفرغ تسعة كراريس أو أكثر، ويكتب مع اشتغاله بمصالحه الكراسين والثلاثة. وكتب «الخرقى» فى ليلة واحدة. وكتب «تاريخ الشام» لابن عساكر مرتين و «المغنى» للشيخ موفق الدين مرات. وذكر: أنه كتب بيده ألفى مجلدة، وأنه لازم الكتابة أزيد من خمسين سنة.
وكان حسن الخلق والخلق، متواضعا دينا. وحدث بالكثير بضعا وخمسين سنة. وانتهى إليه علو الإسناد. وكانت الرحلة إليه من أقطار البلاد.
وخرج له ابن الظاهرى مشيخة، وابن الخباز أخرى.
سمع منه الحافظ المقدسيون، كالحافظ ضياء الدين، والزكى البرزالى، والسيف بن المجد، وعمر بن الحاجب.