للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفى عصرنا كان الموفق حجة … على فقهه، يثبت الأصول محولى

كفى الخلق بالكافى، وأقنع طالبا … بمقنع فقه عن كتاب مطول

وأغنى بمغنى الفقه من كان باحثا … وعمدته من يعتمدها يحصل

وروضته ذات الأصول كروضة … أماست بها الأزهار أنفاس شمأل

ندل على المنطوق أوفى دلالة … وتحمل فى المفهوم أحسن محمل

وللشيخ موفق الدين نظم كثير حسن. وقيل: إن له قصيدة فى عويص اللغة طويلة. وله مقطعات من الشعر. فمنها قوله:

أتغفل يا ابن أحمد والمنايا … شوارع تختر منك عن قريب

أغرك أن تخطيك الرزايا … فكم للموت من سهم مصيب؟

كئوس الموت دائرة علينا … وما للمرء بد من نصيب

إلى كم تجعل التسويف دأبا … أما يكفيك إنذار المشيب؟

أما يكفيك أنك كل حين … تمرّ بغير خلّ أو حبيب؟

كأنك قد لحقت بهم قريبا … ولا يغنيك إفراط النحيب

قال سبط ابن الجوزى: وأنشدنى الموفق لنفسه:

أبعد بياض الشعر أعمّر مسكنا … سوى القبر؟ إنّي إن فعلت لأحمق

يخبرنى شيبى بأنى ميت … وشيكا، وينعانى إلىّ، فيصدق

تخرق عمرى كل يوم وليلة … فهل مستطيع رفق ما يتخرق

كأنى بجسمى فوق نعشى ممددا … فمن ساكت أو معول يتحرق

إذا سئلوا عنى أجابوا وأعولوا … وأدمعهم تنهل: هذا الموفق

وغيبت فى صدع من الأرض ضيق … وأودعت لحدا فوقه الصخر مطبق

ويحثو علىّ الترب أوثق صاحب … ويسلمنى للقبر من هو مشفق

فيا رب كن لى مؤنسا يوم وحشتى … فإنى لما أنزلته لمصدق

<<  <  ج: ص:  >  >>