أمه وعمته. وكان أهله تجارا فى النحاس، فلهذا يوجد فى بعض سماعاته القديمة:
ابن الجوزى الصفار. ولما ترعرع حملته عمته إلى مسجد أبى الفضل بن ناصر، فاعتنى به وأسمعه الحديث. وقد قيل: إن أول سماعاته سنة ست عشرة وخمسمائة.
وحفظ القرآن وقرأه على جماعة من أئمة القراء. وقد قرأ بالروايات فى كبره بواسط على ابن الباقلانى. وسمع بنفسه الكثير، وقرأ وعنى بالطلب.
قال فى أول مشيخته: حملنى شيخنا ابن ناصر إلى الأشياخ فى الصغر، وأسمعنى العوالى، وأثبت سماعاتى كلها بخطه، وأخذ لى إجازات منهم. فلما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم، وأوثر من أرباب النقل أفهمهم، فكانت همتى تجويد العدد لا تكثير العدد. ولما رأيت من أصحابى من يؤثر الاطلاع على كبار مشايخى ذكرت عن كل واحد منهم حديثا. ثم ذكر فى هذه المشيخة له سبعة وثمانين شيخا.
وقد سمع من جماعة غيرهم، لكنه اقتصر على أكابر الشيوخ ومواليهم، فمنهم ابن الحصين، والقاضى أبو بكر الأنصارى، وأبو بكر المزرفى، وأبو القاسم الحريرى، وعلى بن عبد الواحد الدينورى، وأبو السعادات المتوكلى، وأبو غالب ابن البناء، وأخوه يحيى، وأبو عبد الله البارع، وأبو الحسن على بن أحمد الموحد، وأبو غالب الماوردى، وأبو الحسن بن الزاغونى، وأبو منصور بن خيرون، وأبو القاسم السمرقندى، وعبد الوهاب الأنماطى، وعبد الملك الكروخى، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الأصبهانى خطيبها، وأبو سعد الزوزنى، وأبو سعد البغدادى، ويحيى بن الطراح، وإسماعيل بن أبى صالح المؤذن، وأبو القاسم على ابن معلى العلوى الهروى الواعظ، وأبو منصور القزاز، وعبد الجبار بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن مندة. وتفرد بالرواية عن طائفة منهم، كالمتوكل والدينورى.
وسمع الكتب الكبار، كالمسند، وجامع الترمذى، وتاريخ الخطيب.