وللشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى كلام حسن فى التوحيد، والصفات والقدر، وفى علوم المعرفة موافق للسنة.
وله كتاب «الغنية لطالبى طريق الحق» وهو معروف، وله كتاب «فتوح الغيب» وجمع أصحابه من مجالسه فى الوعظ كثيرا. وكان متمسكا فى مسائل الصفات، والقدر، ونحوهما بالسنة، بالغا فى الرد على من خالفها.
قال فى كتابه «الغنية» المشهور: وهو بجهة العلو، مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء (١٠:٣٥ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ)،} (٥:٣٢ {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ)} ولا يجوز وصفه بأنه فى كل مكان، بل يقال:
إنه فى السماء على العرش، كما قال (٥:٢٠ {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)} وذكر آيات وأحاديث، إلى أن قال: وينبغى إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش.
قال: وكونه على العرش مذكور فى كل كتاب أنزل على كل نبى أرسل، بلا كيف. وذكر كلاما طويلا، وذكر نحو هذا فى سائر الصفات.
وذكر الشيخ أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصرى، الشاعر المشهور، عن شيخه العارف على بن إدريس: أنه سأل الشيخ عبد القادر، فقال: يا سيدى، هل كان لله ولى على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ فقال: ما كان، ولا يكون.
وقد نظم ذلك الشيخ يحيى فى قصيدته. قال الشيخ تقى الدين أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: حدثنى الشيخ عزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقى، أنه سمع الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردى، صاحب العوارف، قال: كنت قد عزمت على أن أقرأ شيئا من علم الكلام، وأنا متردد: هل أقرأ الإرشاد لإمام الحرمين، أو نهاية الإقدام للشهرستانى، أو كتابا آخر ذكره؟ فذهبت مع خالى أبى النجيب، وكان يصلى بجنب الشيخ عبد القادر، قال: فالتفت الشيخ