للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أحدهما: أن الإنسان يبلغه أن الرجل قد عمل الشر فيرضى به، أو يتمنى أن يعمل مثله، فهذا شر ما لم يعمل.

والثانى: أن الرجل قد لا يشرب الخمر، فيعجب بنفسه كيف لا يشرب، فيكون العجب بترك الذنب شر ما لم يعمل.

وذكر صاحب سيرة الوزير قال: سمعته يقول فى قوله تعالى: (١٧:٢٠، ١٨ {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى؟ قالَ: هِيَ عَصايَ)} قال: فى حمل العصا عظة؛ لأنها من شئ قد كان ناميا فقطع، فكلما رآها حاملها تذكر الموت.

قال: ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله: رجل رأى فى المنام أنه يضرب بطبل؟ فقال: هذه موعظة؛ لأن الطبل من خشب قد كان ناميا فقطع، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح. وهذا أثر الموعظة.

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (١٠:٢ {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} - الآية) قال: المريض يجد الطعوم على خلاف ما هى عليه، فيرى الحامض حلوا، والحلومرا. وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلا، والباطل حقا.

قال: وسمعت الوزير يقول: وقد قرئ عنده «أن رجلا قال عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أيكم قال ذلك؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير. فقال صلّى الله عليه وسلم رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها». فطفقت والجماعة عندى أفكر فى معنى تخصيص هذا العدد من الملائكة، فنظرت فإذا حروف هذه الكلمات بضع وثلاثون حرفا إذا فكك المشدد، ورأيت أنه من عظم ما قد ازدحمت الملائكة عليها، بلغوا إلى فك المشدد، فلم يحصل لكل ملك سوى حرف واحد، فصعد به يتقرب بحمله.

وسمعته يقول فى قوله صلّى الله عليه وسلم: «وجدت على باب الجنة مكتوبا:

الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر» فتدبرت هذا الحصر، فإذا الفائدة: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>