للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

{مَثْنى وَفُرادى)} قال: المعنى: أن يكون قيامكم خالصا لله عزّ وجل، لا لغلبة خصومكم، فحينئذ تفوزون بالهدى.

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٢٠:٣٦ {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى)} وفى الآية الأخرى (٢٠:٢٨ {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى)} فرأيت الفائدة فى تقديم ذكر الرجل وتأخيره: أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ فى المدح من تقديم ذكره على وصفه؛ فإن الناس يقولون: الرئيس الأجل فلان، فنظرت فإذا الذى زيد فى مدحه، وهو صاحب يسن أمر بالمعروف، وأعان الرسل، وصبر على القتل، والآخر إنما حذر موسى من القتل، فسلم موسى بقبوله مشورته. فالأول هو الآمر بالمعروف، والناهى عن المنكر، والثانى هو ناصح الآمر بالمعروف. فاستحق الأول الزيادة. ثم تأملت ذكر أقصى المدينة، فإذا الرجلان جاءا من بعد فى الأمر بالمعروف، ولم يتقاعدا لبعد الطريق.

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٢٦:٣٦، ٢٧ {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي)} قال: المعنى: يا ليتهم يعلمون بأى شئ وقع غفرانه. والمعني: أنه غفر لى بشئ يسير فعلته، لا بأمر عظيم.

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٣٤:٤٤ - ٣٦ {إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ؟)} قال: ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا، وليس كذلك؛ فإن الذى سألوا لا يصلح أن يكون دليلا على البعث؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم، ولا على من تأخر، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا، ولمن تأخر خبرا، اللهم إلا أن يجئ لكل واحد أبوه، فتصير هذه الدار دار البعث. ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى، كتبع، لا أنتم يا أهل مكة، فإنكم لا تعرفون فى بقاع الأرض.

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٧:٤٠ {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ)}

<<  <  ج: ص:  >  >>