للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أزوجه ابنتى، فغضبت الأم من ذلك. وكان يقرأ عنده الحديث كل يوم بعد العصر

وكان يكثر مجالسة العلماء والفقراء. وكانت أمواله مبذولة لهم، ولتدبير الدولة فكانت السنة تدور عليه وعليه ديون، وقال: ما وجبت على زكاة قط.

قلت: وفى ذلك يقول بعض الشعراء:

يقولون: يحيى لا زكاة لماله … وكيف يزكى المال من هو باذله؟

إذا دار حول لا يرى فى بيوته … من المال إلا ذكره وفضائله

وقال ابن الجوزى: وكان يتحدث بنعم الله تعالى عليه. ويذكر فى منصبه شدة فقره القديم، فيقول: نزلت يوما إلى دجلة، وليس معى رغيف أعبر به الحمام.

ثم ذكر طرفا من حلمه وصفحه وعفوه، فقال: لما جلس فى الديوان أول وزارته أحضر رجلا من غلمان الديوان، فقال: دخلت يوما إلى هذا الديوان، فقعدت فى مكان، فجاء هذا، فقال: قم فليس هذا موضعك، فأقامنى. فأكرمه وأعطاه.

ودخل عليه يوما تركى، فقال لحاجبه: أما قلت لك: اعط هذا عشرين دينارا، وكذا من الطعام، وقل له: لا يحضر ههنا؟ فقال: قد أعطيناه. قال: عد واعطه، وقل له: لا يحضر. ثم التفت إلى الجماعة، وقال: لا شك أنكم ترتابون بسبب هذا؟ فقالوا: نعم، فقال: هذا كان شحنة فى القرى، فقتل قتيل قريبا من قريتنا، فأخذ مشايخ القرى وأخذنى مع الجماعة، وأمشانى مع الفرس، وبالغ فى أذاى وأوثقنى، ثم أخذ من كل واحد شيئا وأطلقه، ثم قال لى: أى شئ معك؟ قلت: ما معى شيئا، فانتهرنى، وقال: اذهب. فأنا لا أريد اليوم أذاه، وأبغض رؤيته.

وقد ساق مصنف سيرة الوزير هذه الحكاية بأتم من هذا السياق.

وذكر: أن الوزير قال: ما نقمت عليه إلا أنى سألته فى الطريق أن يمهلنى حسبما أصلى الفرض فما أجابنى، وضربنى على رأسى وهو مكشوف عدة مقارع

<<  <  ج: ص:  >  >>