للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٦) قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في "شرح العقيدة الواسطية" (١/ ٣٧٨)، و"شرح العقيدة السفارينية" (ص: ٢٣٢ - ٢٣٤): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} {الأعراف: ٥٤} فسره أهل التعطيل بأن المراد به الاستيلاء؛ وقالوا: معنى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} يعني ثم استولى عليه؛ واستدلوا بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق … من غير سيف ودم مهراق

بشر بن مروان استوى يعني استولى على العراق، قالوا: وهذا بيت عربي ولا يمكن أن يكون المراد به استوى على العراق أي علا على العراق، لا سيما أنه في ذلك الوقت لا طائرات يمكن أن يعلو على العراق فيها …

ثم قال -رحمه الله- وأما استدلالهم بالبيت فنقول لهم:

• اثبتوا لنا سند هذا البيت وثقة رجاله؟ ولن يجدوا إلى ذلك سبيلا.

• من هذا القائل؟ أفلا يمكن أن يكون قاله بعد تغير اللسان، لأن كل قول يستدل به على اللغة العربية بعد تغير اللغة العربية ليس بدليل، لأن العربية بدأت تتغير حيث اتسعت الفتوح ودخل العجم مع العرب فاختلف اللسان، هذا فيه احتمال أنه بعد تغير اللسان.

• تفسيركم استوى بشر على العراق تفسير تعضده القرينة، لأنه من المتعذر أن بشراً يصعد فوق العراق فيستوي عليه كما يستوى على السرير أو على ظهر الدابة، فلهذا نلجأ إلى تفسيره باستولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>