أنه يتضمن أن الله جل وعلا كان مغلوباً على عرشه ثم غلب وهذا باطل، لأنه تعالى لم يزل قاهراً لجميع خلقه مستوياً على العرش فما دونه، وأما بيت الأخطل الذي يستدلون به على أن معنى (استوى): استولى، فلا حجة فيه والبيت هو:
قد استوى بشرٌ على العراق … من غير سيف ودم مهراق
لأن استعمال (استوى) بمعنى: استولى، غير معروف في لغة العرب، ولأن ذلك لو وجد في اللغة لم يجز استعماله في حق الله، وأما المخلوق فيكون غالباً ومغلوباً، كبِشْر هذا فإنه كان مغلوباً على أمر العراق ثم غلب. اهـ.
(٥) قال شيخنا الوادعي -رحمه الله- في "المصارعة"(ص: ١٢): … تؤمن بأن الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} {طه: ٥} وإياك إياك أن تستدل بقول الأخطل النصراني: …
قد استوى بشر على العراق … من غير سيف ودم مهراق
فبشر كان في معركة وكانت العراق ليست تحت يده فاستولى عليها مع أنه مشكوك في هذا البيت من حيث هو، لكن رب العزة ما سبقه أحد {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)} {الحديد: ٣}.