الوجه الخامس: قد يقول قائل: إن العدد بالأصابع كما ورد في السنة، لا يمكن أن يضبط به العدد إذا كان كثيراً؟
فالجواب: إنما جاء هذا الإشكال من بدعة أخرى وهي ذكر الله في عدد محصورلم يأت به الشارع الحكيم، فتطلبت هذه البدعة بدعة أخرى وهي السبحة، فإن أكثر ما جاء في العدد في السنة الصحيحة هو فيما أذكر الآن (مائة)، وهذا يمكن ضبطه بالأصابع بسهولةٍ لمن كان ذلك عادته، ولولم تكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العدّ بالأصابع، أو كادت مع اتفاقهم على أنها الأفضل لكفى، وكل خير في الاتباع وكل شرٍ في الابتداع (١).
(١) وانظر "الضعيفة" (٨٣) و"نظم الفرائد" (٢/ ٤٢٢ - ٤٣٠) و"إحكام المباني في نقض وصول التهاني". وللعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رسالة عظيمة ماتعة في السبحة بحثها من جميع جوانبها وأبطلها عقلاً وشرعاً انظرها إن شئت، وذكرها كذلك في كتابه "تصحيح الدعاء".