نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها يدَ الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول:«غارت أمكم»، ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرت صحفتها، ومسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه».
في هذا الحديث بيان لجميل معاملته - صلى الله عليه وسلم - لنسائه، فإنه لم يَلُمْ التي فلقت الصحفة على غيرتها بل مازحها بأن قال:«غارت أمكم»، وفي رواية عند النسائي أنه قالها مرتين.
وفي الحديث اعتذار منه - صلى الله عليه وسلم - لها، لئلا يحمل صنيعها على ما يذم، بل يجرى على عادة الضرائر في الغيرة، وفيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغَيْرَاء بما يصدر منها، لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة، فلذلك آنسها النبي - صلى الله عليه وسلم - بتلك الكلمة للدلالة على عدم لَوْمِهَا في ما صنعت، وجمع فِلَقَ