للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعلم هذا فإنه مما يعظم الاحتياج إليه» اهـ.

وعليه فإن المزاح ضربان كما قال ابن حبان - رحمه الله -:

«والمزاح على ضربين، فمزاح محمود ومزاح مذموم.

فأما المزاح المحمود فهو الذي لا يشوبه ما كره الله - عز وجل -، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحِم، وأمَّا المزاح المذموم فالذي يثير العداوة ويذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويجرئ الدَنيَّ عليه ويحقد الشريف به».

وقال أيضًا: «وإذا كان «أي المزاح» من غير معصية فإنه يُسَلِّي الهمَّ ويرفع الخُلَّة ويحيي النفوس ويذهب الحشمة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما يُنْسَب بفعله إلى الحلاة، ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد».

ثم ساق بسنده قول إبراهيم النخعي: «لا يمازحك إلا مَن يحبك».

وقال: «على أني أكره استعمال المزاح بحضرة الطعام، كما أكره تركه عند حضور الأشكال» أي: الأقران، ومقصوده مؤانستهم بحُكْمِ كَوْنِهِم في منزلة واحدة يجترئ بعضهم على بعض مع التزام الهدي النبوي في ذلك.

وعلى هذا فإن سلم المزاح والدعابة من هذه الأمور فإنه

<<  <   >  >>