للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه».

ج ومن أنواع الإضرار: السخرية والاستهزاء بأحد بعينه أو قبيلة أو طائفة أو أهل بلد، وكل ذلك مما دَرَجَت عليه ألسنة المزَّاحين، وحسبهم قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: ١١].

هذا ما تيسَّر جمعه من ضوابط، ولم أقصد الاستقصاء، وما فاتني منها فاعرضه على قلبك فإن أفتاك وقد تجرَّد من هواه، فالزم فتواه، فعن وابصة بن مَعْبَد - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أريد أن لا أدع شيئًا من البر والإثم إلا سألته عنه، وإذا عنده جمع فذهبت أتخطَّى الناس فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إليك يا وابصة قلت: أنا وابصة، دعوني أدنو منه فإنه من أحب الناس إليَّ أن أدنو منه، فقال لي: «ادن يا وابصة، ادن يا وابصة»، فدنوت منه حتى مَسَّت ركبتي ركبته. فقال: «يا وابصة، أخبرك ما جئت تسألني عنه، أو تسألني؟» فقلت: يا رسول الله، فأخبرني. قال: «جئت تسألني عن البر والإثم»، قلت: نعم، فجمع أصابعه الثلاث فجعل يَنْكُتُ بها في صدري ويقول: «يا وابصة، استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس،

<<  <   >  >>