للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ماعز بن مالك يتيمًا في حجر أبي، فأصاب جازية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاءً أن يكون له مخرجًا، قال: فأتاه، فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، قالها أربع مرات، قال رسول الله : إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن؟ قال: بفلانة، قال: هل ضاجعتها؟ قال نعم، قال: هل باشرتها؟ قال: نعم، قال: هل جامعتها؟ قال: نعم، قال: فأمر به أن يرجم، فأُخرج به إلى الحرة، فلما رجم فوجد مس الحجارة فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه، فنزع له بوظيف بعير، فرماه به فقتله، ثم أتى النبي فذكر ذلك له، فقال: هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه". وإسناده حسن. قال حافظ العصر: وأما الرواية الأخرى ولابن ماجه (١) عن أبي هريرة: "جاء ماعز فقال: إن الأبعد زنى، فأمر به فطرد، ثم أتى الثانية، فقال مثل ذلك، فأمر به فطرد، ثم أتاه الثالثة، ثم أتاه الرابعة، فقال أدخلت وأخرجت؟ قال: نعم … الحديث". ولمسلم (٢) من حديث بريدة: "أن ماعز بن مالك أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني، فرده، فلما كان من الغد … ". وذكر مثله أربع مرات في أربعة أيام. وفي الباب: عن أبي هريرة، قال: "أتى رجل إلى رسول الله وهو في المسجد، فناداه، فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأعرض عنه حتى رد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي فقال: أبك جنون؟ قال: لا، قال: هل أحصنت؟ قال: نعم، فقال النبي : اذهبوا به فارجموه". الحديث متفق عليه (٣). ولهما عن جابر مثله (٤). وفي حديث جابر بن سمرة، قال: "رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى


(١) سنن ابن ماجه (٢٥٥٤) (٢/ ٨٥٤).
(٢) صحيح مسلم (١٦٩٥) (٣/ ٣٢٣).
(٣) صحيح البخاري (٦٨١٥) (٨/ ١٦٥) - صحيح مسلم (١٦٩١) (٣/ ٣١٨).
(٤) صحيح البخاري (٦٨٢٠) (٨/ ١٦٦) - صحيح مسلم (١٦٩٢) (٣/ ٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>