للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإحراق الحشيش، وتبديد المزور، واستتوب العُلوق واللواطي، وحجر على البغايات والخواطئ، وقد آذى الخلاعة غاية الأذية، وصلب ابن الكازروني وفي حَلَقِهِ نَبَاذِيّة، فعند ذلك خطر بخاطري أن أنظم في هذه الواقعة قصيدة، وأجعلها في أسلوبها فريدة، فقلتُ في هذا المعني، وهو قولي من باب المجون وأرثي ابليس الملعون:

مات يا قوم شيخُنَا إِبْلِيسُ … وَخَلا منهُ رَبعَهُ المَأْنُوسُ

ونعاني حدسي بهِ إِذْ تُوفي … وَلَعَمري ممَاتُهُ مَحدُوسُ

هُوَ لَوْ لَمْ يَكُنْ كَمَا قَلتُ مَيْتًا … لم يُغَيّر لأمرِهِ (١) نَامُوس

أين عيناه تنظر الخمرة إذ … عُطَلَ منها الراووق (٢) والمحريس (٣)

ومواعينها تُكسر (٤) والخما … رُ مِنْ بَعْدِ كَسْرِهَا مَحْبُوسُ

أَينَ عَيْناهُ وَالحشائش تُحر … قنَ بِنَارٍ تُراعُ منها المجوس

قَلعُوهَا مِنْ البساتين إِذْ ذَا … ك صِغَارًا خضرَاءَ وَهيَ عَرُوسُ

والحرافيش حولها يتباكو … بدموع تطفى بِهنَّ الوَطِيسُ

أينَ عَيْنَاهُ تَنظر المزر قد أو … حش منه المَاجُورِ وَالقَادُوسُ

وعجين البقول قد بَددُوهُ … وهو بالتُربِ خُلطهُ مَبْسُوسُ

وَذَوُو القَصفِ ذَاهِلُونَ وَقَدْ كا … دَتْ عَلى سيلها تسيلُ النفوس

كم خليعِ يَقُولُ ذَا اليَومُ يَومٌ … مِثْلما قيل قمطرير عبوس

وفتى قائلا لقد هانَ عندي … بعد هذا في شربها التجريس (٥)

وقضيب ونرجس وَسُعَادٌ (٦) … باكياتٌ وزينب (٧) وَعَرُوسُ

ذي تنادى حريفها (٨) لِوَدَاعِ … لَا عِنَاقِ لاضم لا تَبْوِيسُ

وَيُنَادِي قَوَادَهُمْ شَهُ عَلِينَا … نجم ستى قدْ نَكَّسَتَهُ العُكُوسُ


(١) في خيال الظل ص ١٥١: "لحكمه".
(٢) الراووق: يطلق على الباطية. خيال الظل وتمثيليات ابن دانيال ص ١٥١ هامش ٢.
(٣) المرجع السابق ص ١٥١: "القدريس" ومعنها: راعية للخمر. المرجع السابق ص ١٥١ هامش ٣.
(٤) في خيال الظل وتمثيليات ابن دانيال ص ١٥١: "والبواطي بها تكسرن".
(٥) التجريس: التشهير وأصله أن يركب المذنب دابة ووجهه إلى ذنبها وفي عنقه جرس. خيال الظل وتمثيليات ابن دانيال ص ١٥١ هامش ٤.
(٦) خيال الظل ص ١٥٣: "وكهار".
(٧) خيال الظل ص ١٥٣؛ "ونزهة".
(٨) الحريف الذي يعاملها "الزبون". خيال الظل ١٥٣ هامش ١.

<<  <   >  >>