للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم عمل الموكب بعد ذلك وأخلع على من يُذكر من الأمراء وهم: الأمير أيبك الأفرم الصالحي فاستقر أمير جاندار؛ ومن أمرائه الأمير بدر الدين بيسري الشمسي؛ والأمير سيف الدين قلاون [١٨] الألفي؛ والأمير بدر الدين بكتوت الجوكندار المعزي؛ والأمير عزّ الدين بيدغانَ المعروف بسم الموت؛ والأمير بدر الدين أنص الأصفهاني؛ والأمير بلبان الهاروني، ثم أخلع على الصاحب بهائي الدين ابن حَنّا واستقر به في الوزارة؛ وهو الذي أنشأ مكان الأثار النبوي المطل على بحر النيل؛ ثم أخلع على الأمير جمال الدين أقوش النجيبي واستقر به أستادار العالية؛ واستقر بالأمير ركن الدين أياجي، والأمير سيف الدين بكجري حُجابًا؛ ثم رسم بإحضار المماليك البحرية الذي (١) كانوا متفرقين في البلاد.

ثم أرسل مكاتبات إلى المُلُوك والنواب بسائر الممالك؛ فأخبرهم بما قدْ جَدَّدَ الله تعالى لهُ منْ أمر السلطنة، وطلب منهم بذل الطاعة فأجابوه الملوك والنواب بالسمع والطاعة.

ثم إن الملك الظاهر قصد استجلاب خواطر الرعيّة، فأبطل مَا كَانَ المُظفر قطز أحدثه على الناس من أبواب المظالم عند خروجه إلى التجريدة، كما تقدم، فأبطل ذلك جميعه في أول سلطنته، وكتب به مساميح، وقرئتْ على منابر مصر وأعمالها، فطابت له قلوب الرّعيّة، وزادوا في الدعاء له بالنصر، كما قال القائل:

لَمْ يَبْقَ لِلْجُورِ فِي أَيَامِكُمْ أثرٌ … إِلَّا الَّذِي فِي عُيُونِ العِيدِ مِنْ حَوَرِ (٢)

ثُم جاءت الأخبار من البلاد الشامية بأن الأمير علم الدين سنجر الحلبي أظهر العصيان، وخرج عن الطاعة، وجمع سائر أمراء دمشق، وتسلطن هناك، وركب بشعائر السلطنة، ولقب نفسه بالملك المُجَاهد (٣)، وكتب بذلك إلى سائر النواب، وَخُطبَ باسمه على منابر دمشق وَأَعْمَالَهَا.

وكان الأمير علم الدين سنجر الحلبي لما ثقل أمره على الناس في دولة الملك المنصور عليّ بن المعز أيبك التركماني، فقبض عليه المُظفر قطر قبل أن يلي السلطنة، وسجنه مُدّة، ثم إنه أفرج عنه، واستقر به نائب الشام، فلما قُتلَ المُظفر


(١) كذا في الأصل، الصواب "الذين".
(٢) بحر البسيط؛ البيت من قول الفضل بن شرف في المرقص الغيد جمع مفرده غيداء وهي الحسناء الناعمة التي تتمايل في مشيتها (انظر: خزانة الأدب ١/ ٤٦٣).
(٣) كذا في الأصل وجواهر السلوك ١١٧ والسلوك ١/ ٢/ ٤٣٨؛ وفي بدائع الزهور ١/ ١/ ٣١١ "بالملك الأمجد".

<<  <   >  >>