للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم بعد ذلك قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، وهو منصور مؤيد، فسار هو ومن معه من الأمراء والعساكر إلى أن وصل إلى قريب الصالحية، فاتفقوا الأمراء على قتله، وكان المشار إليه في ذلك الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري مع جماعة من الأمراء.

فلما وصل قطز إلى القرين (١)، فرأى أرنبًا فساق خلفه وساقوا معه جماعة من الأمراء ومن جملتهم الأمير بيبرس البندقداري، فلما ساق دنا منه الأمير بيبرس ليُقبل يَدَه، وكان المظفر قطز أنعم على الأمير بيبرس بجارية مليحة من سبايا التتار، فظن أنه جاء يُقبل يده بسبب ذلك.

فلما مدّ يده إليه قبض عليه الأمير بيبرس وضربه بالسيف، وحملوا عليه بقية الأمراء بالسيوف، فقتلوه وتركوه ميتًا مُلقى على الأرض، ثم إنهم ساقوا وهم شاهرون سيوفهم إلى أن وصلوا إلى الوطاق، فجلس الأمير بيبرس البندقداري على مرتبة السلطان قطز، وأخذ المملكة بالقوة، فشق ذلك على بقية العسكر لكون أن المظفر قطز قُتل من غير ذنب.

وكان خيار مُلُوك الترك، وله اليد البيضاء في القيام لدفع العدو عن البلاد، وعمارة البلاد الشامية، ونصرة الإسلام.

وكانت قتلة الملك المظفر قطز في يوم السبت خامس عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة، ودفن هناك في مكانٍ قُتل فيه.

فكانت مدة سلطنته سنة إلا أيامًا، وتولى من بعده الأمير بيبرس البندقداري.


(١) كذا في الأصل وبدائع الزهور ١/ ١/ ٣٠٧ والخطط المقريزية ٤/ ٩٧؛ وأما في السلوك ١/ ٢/ ٤٣٥ والنجوم الزاهرة ٧/ ٨٣: "القُصَيْر". وهى بين الصالحية والسعيدية، وهي اليوم تسمى بالجعافرة إحدى قرى مركز فاقوس بالشرقية (القاموس الجغرافي، ١/ ٢/ ١١١).

<<  <   >  >>