المؤيدي نائب حلب، وبقية النواب؛ وأن نائب الشام اتقع مع الأتابكي الطنبغا القرمشي، فانكسر الأتابكي الطنبغا وهرب إلى نحو صرخد.
ثم إن الأتابكي الطنبغا جمع عسكرًا ثقيلًا من العربان والعشير، ورجع إلى دمشق، وتحارب مع جقمق نائب الشام، فانكسر جقمق وهرب، فملك الأتابكي الطنبغا دمشق وقلعتها.
فلما جرى ذلك وبلغ الأتابكي الطنبغا القرمشي موت الملك المؤيد، وسلطنة ولده أحمد، وأن الأمير ططر صار مدبر المملكة، فعصي الأتابكي الطنبغا بالشام، وحصن قلعة دمشق غاية التحصين، واجتمع عنده عسكر عظيمة من العربان وغيرهم.
فلما بلغ المقر السيفي ططر ذلك أعرض العسكر، وجرد إلى نحو دمشق، وأخذ معه الملك المظفر أحمد في محفة، ومعه المرضعة وأمه خوند المقدم ذكرها.
فلما وصلوا إلى دمشق ألقى الله تعالى الرعب في قلب الأتابكي الطنبغا القرمشي، فخرج إلى ططر وهو طائع، فقبل الأرض للملك المظفر أحمد وهو في المحفة.
فلما دخل ططر إلى دمشق قبض على الأتابكي الطنبغا القرمشي، وقبض على نائب الشام جقمق الأرغون شاوى، وسجنهما بقلعة دمشق، ثم إنه خنقهما تحت الليل؛ وقبض على جماعة من الأمراء، ثم إنه أخذ في أسباب مسك جماعة من المؤيدية، فقيل أنه قبض في يوم واحد على أربعين شخصا من الأمراء والخاصكية المؤيدية، وحبسهم في قلعة دمشق.
فعند ذلك صفا لططر الوقت، فلما جرى ذلك التف على ططر خشداشينه الظاهرية، وفرق عليهم إقطاعات من مسك من المؤيدية، فقويت شوكة ططر وصار [أ/ ١٩٠] له عصبة بخشداشينه.
فعند ذلك خلع الملك المظفر أحمد من السلطنة، وتسلطن عوضه وهو بدمشق، وذلك في يوم الجمعة تاسع عشرين شعبان سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
وكان المقر السيفي ططر من حين عصى الأتابكي الطنبغا القرمشي استقر أتابكي العساكر، ومدبر المملكة وتزوج بخوند سعادات وهو بدمشق، ثم إنه قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، وأخذ معه الملك المظفر في محفة؛ فلما دخل القاهرة كان له يوم مشهود وحملت على رأسه القبة والطير، ولعبوا قدامه بالغواشي الذهب إلى أن طلع إلى القلعة.