فيها: ضاق الأمر على الملك الناصر فرج حتى كادت أن تزهق نفسه من هذه الأحوال.
فلما كان يوم الأحد خامس عشرين ربيع الأول من سنة ثمان وثمانمائة نزل السلطان الملك الناصر من القلعة بعد الظهر واختفى فلم يُعلم له مكان، فلما بلغ ذلك إلى الأمراء ركبوا وطلعوا إلى القلعة، واجتمعوا في الجامع وضربوا مشورة فيمن يسلطنوه، فوقع الاتفاق على سلطنة أخيه عبد العزيز، فطلبوه من دور الحرم، وسلطنُوهُ في ذلك اليوم، ولقبوه بالملك المنصور، وخلع الملك الناصر فرج من السلطنة.
فكانت مدة سلطنة الملك الناصر فرج في هذه المرة ست سنين وخمسة أشهر وعشرة أيام.
وقد عاد إلى السلطنة ثانيًا، كما سيأتي ذكر ذلك في موضعه، إن شاء الله تعالى.