للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن السلطان الملك الظاهر برقوق غضب على الصاحب فخر الدين ابن مكانس، وضربه وعلقه بسرياق، وهو منكس على رأسه، فشفعوا فيه الأمراء، فرضى عليه، وأخلع عليه خلعة (١)، نزل إلى بيته، فأنشد في هذه الواقعة التي وقعت لنفسه، هذه الأبيات في المعنى، وهو قوله:

وما تعلقت بالسرياق منتكسا … لزلة أوجبت تعذيب ناسوتي

لا كنني مذ نفثت السحر من غزلي (٢) … عُذبتُ تعذيب هاروت وماروتي (٣)

ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فيها في يوم الإثنين تاسع المحرم (٤) حضر إلى الأبواب الشريفة المقر السيفي كمشبعا الحموي نائب حلب، فأقبل عليه السلطان وأكرمه وأنزله في بيت المقر السيفي منجك اليوسفي.

وفيها في يوم الأحد سادس عشر المحرم طلب السلطان الأمير حسين بن باكيش نائب غزة كان، فلما حضر بين يدى السلطان عرَّاه وضربه بالمقارع، فأنه وقع منه في حق الظاهر برقوق ما تقدم ذكره.

وفيها حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير أيتمش البجاسي، وكان بالشام مع جماعة من الأمراء، وكان قد وقع منهم ما يُوجب غضب السلطان عليهم لما حضروا، فرسم السلطان بحبسهم في أبراج القلعة (٥).

وفيها: في يوم الجمعة خامس شهر رجب حضر كمشبعًا دوادار قرادمرداش نائب حلب، وأخبر بأن منطاش حضر من مرعش إلى العمق، ثم إلى أعزاز، ثم إلى سرمين، ثم توجه إلى حماه، فدخلها فلم يجد بها أحدًا يُدافعه، فأن نائبها كان غائبًا فملكها بالأمان، ولم يُشوش على أحد من أهلها (٦)، ثم خرج منها وتوجه إلى حمص فملكها، ثم توجه إلى بعلبك، وكان نائبها قد سمع بقدومه فهرب إلى نحو دمشق، فملكها منطاش، ثم خرج منها وقصد أن يملك دمشق فتوجه إليها، فلما بلغ نائب دمشق ذلك خرج إليه من طريق الزيداني، فلما بلغ منطاش ذلك رجع إلى الأصاغ وهو جبل بالقرب من طرابلس فأقام به.


(١) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٥١: السلطان نفى ابن مكانس إلى دمشق.
(٢) في جواهر السلوك ٢٥٨: "في عربي".
(٣) بحر البسيط.
(٤) الخبر في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٤٣: في أحداث شهر صفر.
(٥) الخبر في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٤٣: بدون ذكر حبس أيتمش.
(٦) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٤٤: أنه نهب الأسواق وأخذ أموال التجار وغير ذلك.

<<  <   >  >>