للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن ثمان تمر أراد أن يهرب فنهبوه أهل بانقوسا، فانكسر ثمان تمر وولى هاربًا، ثم إن نائب حلب لما انكسر ثمان تمر خرب حارة بانقوسا، وعمر ما فسد من القلعة، وأمر بأن تُجبا مدينة حلب، فجبا منها ألف ألف درهم، فعمر بها سور المدينة، لأنه كان تهدم فيه مواضع من أيام هولاكو، فعمره أحسن ما كان (١).

ثم جاءت الأخبار بأن منطاش توجه إلى طرابلس، ومعه ثمانية آلاف فارس فحاصر المدينة، ثم ملكها؛ ثم جاءت الأخبار بأن أعوام دمشق اتفقوا مع منطاش بأن يُسلموه المدينة.

فلما بلغ الأمراء الذي (٢) بدمشق هذا الخبر ركب الأمير أيتمش البجاسي، والأمير يلبغا الناصري، والأمير الطنبغا الأشرفي بعد العشاء، وخرجوا إلى ظاهر دمشق، واتقعوا مع منطاش وأعوام دمشق، فكان بينهم وقعة عظيمة، فقُتل فيها نحو سبعمائة إنسان، ثم رجع العسكر إلى دمشق (٣).

ثم جاءت الأخبار بأن مماليك الطنبغا الجوباني نائب الشام قتلوا أستاذهم، وهربوا إلى عند منطاش؛ فلما بلغ السلطان ذلك أرسل تقليدًا إلى يلبغا الناصري بنيابة دمشق.

ثم جاءت الأخبار من دمشق أن الأمير جُبق الكلمشبغاوي خرج من دمشق، وقصد يتوجه إلى طرابلس، فأخذوه عرب نُعير، وأحشرُوهُ إلى منطاش، فقتله.

ثم جاءت الأخبار بأن منطاش قد هرب، وتوجه إلى مرعش، وسبب هروبه أن الأمير نعير بن حيار أرسل يطلب من السلطان أمان، فأجيب إلى ذلك، فلما بلغ منطاش ذلك قال لنُعير: "أرسل معي جماعة من العربان، فقد بلغني أن جماعة من التركمان معهم أغنام كثيرة نازلين بمرعش"، فأرسل معه نُعير نحو سبعمائة من فرسان العرب، فلما توجهوا إلى مرعش أنزلهم منطاش عن خيولهم وأخذها وأقام بمرعش، فرجع العربان إلى تعير وهم مشاه (٤).

ثم جاءت الأخبار بأن منطاش توجه إلى عينتاب واقتتل مع نائبها، ثم ملك المدينة، وأن نائب عينتاب طلع إلى القلعة وحصنها، ثم نزل هو


(١) ورد الخبر مختصرًا في بدائع الزهور. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٣٩).
(٢) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٣) الخبر في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٤٠: بدون ذكر عدد القتلة.
(٤) لم يرد الخبر في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>