للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ممكن سجنهم الأتابكي منطاش، فلما حضروا إلى الديار المصرية، أنعم على جماعة منهم بتقادم ألوف، وعلى جماعة منهم بطبلخانات، وعلى جماعة منهم بعشراوات (١).

ثم عمل السلطان الموكب، وأخلع على جماعة من الأمراء، وهم: الطنبغا الجوباني الذي كان استقر رأس نوبة النوب فنقله إلى نيابة الشام؛ وأخلع على قرا دمرداش الأحمدي واستقر به نائب طرابلس؛ وأخلع على مامور القلمطاوي واستقر نائب حماه؛ وأخلع على أرغون العثماني واستقر نائب ثغر الإسكندرية؛ وأنعم على جماعة كثيرة بتقادم ألوف بدمشق؛ وأخلع على مقبل الرومي واستقر أمير جاندار.

ثم عمل السلطان الموكب، وأخلع على جماعة من المباشرين، وهم: القاضي علائي الدين الكركي العامري واستقر به كاتب السرّ الشريف بالديار المصرية؛ وأخلع على القاضي موفق الدين أبي الفرج واستقر به وزيرًا وناظر الخاص على عادته (٢)؛ وأخلع على القاضي كريم الدين بن عبد العزيز واستقر به ناظر الجيوش المنصورة (٣)؛ وأخلع على الأمير قرقماس الطشتمري واستقر به أستادار العالية.

ولما كان يوم الثلاثاء خامس ربيع الأول (٤) سنة اثنتين وتسعين جلس السلطان الملك الظاهر برقوق في الميدان الذي تحت القلعة، وحكم بين الناس على جاري عادته، وقد صفى له الوقت، فكان أحق بقول القائل حيث قال:

تاب الزمان إليك مما قد جنى … والله يأمر بالمتاب ويقبل

إن كان ماض من زمانك قد مضى … بإساءة قد سرّك المستقبل

هذا بذاك فشفع الثاني الذي … أرضاك فيما قد جناه الاول

واليُسر بعد العُسر موعود به … والنصر بالفرج القريب موكل


(١) الخبر جاء مفصلاً عما ورد في بدائع الزهور. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٤٣٥).
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٣٦: "القاضي موفق الدين … استقر به ناظر الجيوش المنصورة"، وليس القاضي كريم الدين.
(٣) في بدائع الزهور ١/ ٢ / ٤٣٦: "القاضي كريم الدين … استقر به ناظر الخاص"، وليس القاضي موفق الدين؛ وفي جواهر السلوك ٢٥٦: "القاضي كريم الدين … استقر به أستادارًا".
(٤) في بدائع الزهور ١/ ٢ / ٤٣٧: "ربيع الآخر".

<<  <   >  >>