للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإشبيلي (١): «أنّ عمر بن عبد العزيز كان يمشي بأرض فلاة فإذا حية ميتة فكفّنها بفضلة من ردائه ودفنها فإذا قائل يقول: يا سرّق (٢) أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: ستموت بأرض فلاة فيكفّنك ويدفنك رجل صالح، فقال: ومن أنت يرحمك الله؟ فقال: رجل من الجنّ الذين سمعوا القرآن من رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يبق منهم إلا أنا وسرّق، وهذا سرّق قد مات».

وقد قتلت عائشة رضي الله عنها حية رأتها في حجرتها تستمع وعائشة تقرأ فأتيت في المنام فقيل لها: إنّك قتلت رجلا مؤمنا من الجنّ الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لو كان مؤمنا ما دخل على حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: إنما دخل عليك وأنت متقنّعة وما جاء إلا ليستمع الذكر فأصبحت عائشة رضي الله عنها فازعة واشترت رقابا فأعتقتهم (٣).

فقد ذكرنا من أسماء هؤلاء الجنّ المؤمنين ما حضرنا فإن كانوا سبعة فالأحقب منهم وصف لأحدهم وليس باسم علم فإن الأسماء التي ذكرناها آنفا ثمانية بالأحقب. والله أعلم (٤).

(عس) (٥) ذكر الشيخ أسماء النفر من الجنّ وبلّغهم إلى ثمانية ثم بنى المسألة على أنّهم سبعة وقال: لعلّ الأحقب صفة لأحدهم ليس باسم علم، وقد اختلف الناس في عددهم فروي أنهم كانوا سبعة.

وحكى الطبري (٦) وسنيد أنهم كانوا تسعة، وهو الأظهر لأنّ أسماءهم تبلغ أكثر من سبعة.


(١) لم أقف على ترجمة له.
(٢) ذكر الحافظ ابن حجر ترجمة له في الإصابة: ٢/ ٢١.
(٣) أورده السيوطي في لقط المرجان: ١٦٨ ونسبه لأبي الشيخ في العظمة عن أبي مليكة، ونسبه أيضا لابن أبي الدنيا عن حبيب.
(٤) نهاية كلام السهيلي رحمه الله.
(٥) التكميل والإتمام: ٨٣ أ.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ٣١ عن زر بن حبيش، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٣٩٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: -

<<  <  ج: ص:  >  >>