للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن حسن فسيدنا وشريفنا والمطاع فينا، وأما حسن بن حسن بن حسن فلساننا ومدرهنا، وأما إبراهيم بن حسن فأشبه الناس برسول الله شمائلاً ولوناً وتقلعاً - وكان رسول الله إذا مشى تقلع فلا تكاد تمس عقباه الأرض - وأما اللذان من ابن عمكم فإن محمد بن عبد الله - تعني الديباج - جمالنا الذي نباهي به، والقاسم عارضتنا التي نمتنع بها وأشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضةً ونفساً، فقال: والله لقد أحسنت في صفاتهم يا بنت حسين، ووثب فجبذت سكينة بردائه وقالت: والله يا أحول لقد أصبحت تهكم بنا، أما والله ما أبرزنا لك إلا يوم الطف، فضحك وقال: أنت امرأة كثيرة الشر، ولكنك كبيرة السن فنحن نكرمك.

قال الزبير: وأنشدني عمي لأبي وجزة (١) السعدي في الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان:

وجدنا المحض الأبيض من قريشٍ … فتىً بين الخليفة (٢) والرسول

أتاك المجد من هنا وهنا … فكنت له بمعتلج السيول

فما للمجد دونك من مبيتٍ … وما للمجد دونك من مقيل

فدى لك من يذود الحق عنه … ومن يرضي أخاه بالقليل

فلولا أنت ما رُحلت ركابي … محملةً ولا حمدت رحيلي

قال المدائني: وخطب الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان امرأة وخطبها عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان يقال له الديباج أيضاً، فجعلت تبحث عن أحسنهما، فبينا هي كذلك


(١) اسمه يزيد بن عبيد، وقيل يزيد بن أبي عبيد. الأغاني ج ١٢ ص ٢٣٩.
(٢) بهامش الأصل: يعني عثمان .