قال الهيثم بن عدي: لما هرب الناس من الحجاج أيام الجماجم، تجمّع ناس من الخوارج بالفلوجة، فقال رجل من جديلة طيّئ يقال له المصل: لولا مكان ابنتي هذه لسريت إلى سيف بن هانئ وكان سيف على جوخى وجولايا في رابطه أعدّوا للخوارج تدفعهم عن الناس، فقال له رجل من الخوارج: هي مع بناتي لا يسعني بيتي ويعجز عنها.
قال: فاشترى حمارا، وأعطي نفقته، فخرج إلى راذان فرآه سيف في الصف الأول وعليه أطمار فاستراب به فقال لأصحابه: خذوه حتى أصلي.
وفتّش فوجد معه خنجر فضرب سيف عنقه وصلبه. ولما قدّم للقتل قال:
الحمد لله لا حكم إلاّ لله ثم أنشد:
يا لهف نفسي على سيف وشيعته … لو كنت ألحقت سيفا بالخبيثينا
أبرا إلى الله من سيف وشيعته … ومن عليّ ومن أصحاب صفّينا
ومن معاوية الغاوي وشيعته … أخزى إله الورى تلك العتانينا