قالوا: وجّه معاوية الضحاك بن قيس الفهري - ويكنى أبا أنيس حين بلغه أن عليا يدعو الناس إلى الخروج إليه وأن أصحابه مختلفون عليه - في خيل كثيفة جريدة، وأمره أن يمرّ بأسفل واقصة فيغير على الأعراب ممّن كان على طاعة عليّ وعلى غيرهم ممن كان في طاعته ممن لقيه مجتازا، وأن يصبح في بلد ويمسي في آخر، ولا يقيم لخيل إن سرّحت إليه، وإن عرضت له قاتلها، وكانت تلك أول غارات معاوية.
فأقبل الضحاك إلى القطقطانة فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف، وجعل يأخذ أموال الناس من الأعراب وغيرهم ويقتل من ظنّ أنه على طاعة عليّ أو كان يهوى هواه حتى بلغ الثعلبيّة، وأغار على الحاج فأخذ امتعتهم، ثم صار إلى القطقطانة منصرفا، ولقيه بالقطقطانة على طريق الحاج عمرو بن عميس بن مسعود؛ أخي عبد الله بن مسعود فقتله - فلما ولاه معاوية الكوفة كان يقول: يا أهل الكوفة أنا أبو أنيس قاتل ابن عميس، يعلمهم بذلك