وقد كان قال لرسول الله ﷺ: أتأذن لي إن ولد لي [غلام] بأن اسميه باسمك واكنيّه بكنيتك؟ فقال: «نعم». فسمي ابن الحنفية محمدا، وكناه أبا القاسم.
وهذا أثبت من خير المدائني.
[موت محمد بن الحنفية]
وقال الواقدي: مات ابن الحنفية سنة اثنتين وثمانين وله خمس وستون سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان، وهو والي المدينة وقال له أبو هاشم بن محمد بن الحنفية: إن الإمام أولى بالصلاة، ولولا ذلك ما قدمناك.
وقال بعضهم: إن أبا هاشم أبى أن يصلي عليه أبان، فقال: أنتم أولى بميتكم فصلى عليه أبو هاشم.
وكانت الشيعة تسمي محمد بن علي المهدي وقال فيه كثير - وكان يزعم أنّ الأرواح تتناسخ واحتجّ بقول الله ﷿: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾ (١).
أقر الله عيني إذ دعاني … أمين الله يلطف في السؤال
وأثنى في هواي عليّ خيرا … ويسأل عن بنيّ وكيف حالي
هو المهدي خبّرناه كعب … أخو الأحبار في الحقب الخوالي (٢)
فقال له علي بن عبد الله بن جعفر: يا أبا صخر ما يثني عليك في هواك خيرا إلا من كان على مثل رأيك. فقال: أجل بأبي أنت.
(١) - سورة الانفطار - الآية:٨.
(٢) - ديوان كثير عزة - ط. الجزائر ١٩٣٠ ج ١ ص ٢٧٥.