للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحج والعمرة، وكان له خطر ومروءة وصلاح وصدقة كثيرة؛ وكان إذا تصدق بصدقةٍ قال: اللهم هذا لوجهك الكريم فخفف عني الموت، فانطلق حاجاً فصلى الغداة ثم نام، فذهبوا يوقظونه للرحيل فوجدوه ميتاً، فأقاموا عليه المأتم بالمدينة، وجاء أشعب أبو العلاء الطمع وقد طين رأسه ووجهه - ويقال: بل جعل على رأسه كمة من طين - فجعل يلتدم مع النساء، وكان إليه محسناً.

وكان عبد الرحمن بن أبان يخرج إلى مكة للحج ومعه أصحابه فيقول لغلامه: قدم بنا طعامنا يا خداش، على الطعام يقتل الناس الناس.

ولأبان ولد بالأندلس. وكان لأبان ابنٌ يقال له مروان وكان ردياً فسلاً، وكان مخنثاً مأبونا يجمع بين الرجال والنساء على الريبة والفاحشة، فلما مات لم يبق أحد بلغه موته ممن في مسجد رسول الله إلا لعنه وذكره بسوء، فقال ربيعة الرأي: لو شاؤوا لأخفوا موته فكان ذلك أجمل.

وحدثني بعض العدويين من قريش قال: قدم الوليد بن عبد الملك المدينة وهو خليفة فوضع أربعة كراسي جلس عليها أربعة أشراف من قريش، أم كل واحد منهم عدوية: عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان المطرف، أمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب؛ ومحمد بن المنذر بن الزبير، أمه عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل؛ وطلحة الندى بن عبد الله بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة، وأمه ابنة مطيع بن الأسود العدوي؛ ونوفل بن مساحيق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود من بنى عامر بن لؤي؛ وأمه ابنه مطيع بن الأسود العدوي أيضاً.