وأما أبان بن عثمان بن عفان ويكنى أبا سعيد فشهد الجمل مع عائشة فكان أول من انهزم، وكان أبرص أحول أصم، وقال مالك بن الريب المازني:
ولولا بنو حربٍ لطلت دماؤكم … بطون العظايا من كسير وأعورا
وما كان في عثمان عيبٌ علمتهُ … سوى عقبة منن بعده حين أدبرا
يعني ببطون العظايا البرص.
المدائني قال: ولى عبد الملك علقمة بن صفوان (١) بن المحرث مكة فشتم طلحة والزبير على المنبر، فلما نزل قال لأبان: أرضيتك في المدهنين في أمير المؤمنين عثمان، قال: لا والله ولكن سؤتني، بحسبي بليةً أن يكونا شركاء في دمه.
وولي أبان المدينة في أيام عبد الملك فقال عروة بن الزبير: الله أكبر جاء في الحديث إن هلاك بني أمية عند ولاية رجل أحول وأرجو أن يكون هذا، وإنما كان الأحوال هشاماً، وكانت عند أبان أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر خلف عليها بعد الحجاج، وكان أبان صاحب رشوة وجور في عمله.
وقال الواقدي: أصاب أبان فالج شديد قبل موته بسنة، فكانوا يقولون بالمدينة ادا دعوا: أصابك فالج أبان، ومات في خلافة يزيد بن عبد الملك.
وكان عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وأمه بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، مصلياً يصلي في كل يوم ألف ركعة ويكثر
(١) الصواب: نافع بن علقمة بن صفوان. تاريخ خليفة ج ١ ص ٣٨٤.