للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقدم سعيد على معاوية فقال له: يا بن أخي ما شيء بلغني يقوله أهل المدينة؟ قال: وما تنكر من ذلك معاوية؟ والله إن أبي لخيرٌ من أبي يزيد، وإن أمي لخير من أمه، وإني لخير منه، ولقد، استعملناك فما عزلناك، ووصلناك فما قطعناك، وصار أمرنا في يدك فحلأتنا عنه أجمع، فقال معاوية: قد صدقت في قولك خير مني وأن أمك خير من أمه لأن أمك من قريش وأمه من كلب، ويحسب امرأة أن تكون من صالحي نسائها، وأما قولك أنك خير منه فوالله ما يسرني أن بيني وبين العراق حبلاً نُظم لي فيه أمثالك. ثم قال له: الحق بعمك زياد فقد أرته أن يوليك خراسان، وأن يولي الخراج رجلاً حازماً، فولاه زياد خراسان، وولى أسلم بن زرعة الكلابي خراجها، ثم عزله خوفاً منه.

وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: لما قتل السغد سعيداً كان معه في الدار عبد الرحمن بن أرطأة بن سيحان، فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط:

ياعين جودي بدمعٍ منك تهتانا … وأبكي سعيد بن عثمان بن عفانا

إن المواكل لم تصدق مودته … وفر عنه ابن أرطأة بن سيحانا

المواكل الضعيف، يعني بالمواكل ابن أرطأة لم تصدق مودته وفر عنه، فقال ابن سيحان:

يقول خليلي قد دعاك فلم تجب … وذلك من تلقاء مثلك رائعُ

فإن كان نادى دعوةً فسمعتها … فشلت يدي واستك مني المسامعُ

يلومني أن كنت في الدار حاسراً … وقد فرَّ عنه خالدٌ وهو دارعُ

وقال بعضهم لابن سيحان: