إِن تركي ندى سعيد بن عثما … ن بن عفان ناصري وعديدي
واتباعي أخا الرضاعة واللؤ … م لنقصٌ وفوت شأوٍ بعيد
قلت قول المحزون والليل داجٍ … ليتني مت قبل موت سعيد (١)
هذا حين تركه وخرج مع ابن زياد.
وكان عند سعيد غلمانٌ من أبناء ملوك السغد دفعوا إليه رهائن، فقدم بهم معه حين عزله معاوية لما خاف من طلبه الخلافة، فلما صار بهم إلى المدينة جعل يأخذ كسوتهم ومناطقهم فيدفعها إلى غلمانه، وألبسهم جباب الصوف وألزمهم السواني والعمل الصعب، فدخلوا عليه في مجلسه ففتكوا به ثم قتلوا أنفسهم، فقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط:
ألا إن خير الناس نفساً ووالداً … سعيد بن عثمانٍ قتيل الأعاجم
وقال عبد الرحمن بن سيحان المحاربي:
يلومونني في الدار إن غبت عنهم … وقد فر عنهم خالدٌ وهو دراعٌ
فإن كان نادى دعوةً فسمعتها … فشلت يدي واستك مني المسامع
يعني خالد بن عقبة بن أبي معيط، وكان قاضياً وكان قاضياً بالمدينة في أيام مروان بن الحكم.
فقال خالد:
لعمري قد أبصرتهم فتركتهم … بعينيك إذا ممشاك في الدار واسعُ
قالوا: ولما بويع يزيد بن معاوية جعل صبيان أهل المدينة وعبيدهم ونساؤهم يقولون:
والله لا ينالها يزيد … حتى ينال رأسه الحديد … إن الأمير بعده سعيد