وكان للوليد بن عثمان بن عفان ابن يظهر التأله يقال له عبد الله بن الوليد، كان يلعن علياً ويقول: قتل جدي عثمان والزبير، وكانت أمه ابنة الزبير بن العوام، وقام إلى هشام بن عبد الملك وهو على المنبر عشية عرفة فقال: يا أمير المؤمنين إن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب، فقال له: يا عبد الله إنّا لم نأتِ هاهنا لسب الناس ولعنهم.
وأما خالد بن عثمان بن عفان فتوفي في خلافة أبيه، ركض دابةً فأصابه قطع فهلك منه، وله عقب، وهو الذي يقال له الكسير، وكان مصحف عثمان الذي قتل وهو في حجرة عند ولده. وقال الواقدي: كان بالسُقْيا (١) فركب بغلةً ليلحق صلاة الجمعة مع أبيه عثمان وأسرع السير فسقطت البغلةَ نافقةً وأصاب خالداً كسر.
وكان زيد بن عمر بن عثمان تزوّج سُكَينة بنت الحسين بن عليّ فنهاه سليمان بن عبد الملك عنها فطّلقها لأنّ عبد الملك خطبها بعد مصعب بن الزبير فأبَته.
وأما سعيد بن عثمان بن عفان ويكنى أبا عثمان فإنّ معاوية ولاّه خراسان ففتح سمرقند، وكان أعور نحيلاً أُصيبت عينُه بسمرقند، وهو الَذي يقول فيه الشاعر:
سَعيدُ بنُ عُثْمانَ بنِ عَفّانَ لا يَرَى … لِصْاحِبِهِ قَرْضاً عليهِ ولا فَرْضَا
وفيه يقول ابن مفرغ:
(١) السقيا: قرية جامعه من عمل الفرع على يومين من المدينة. المغانم المطابة.