للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تبعدن إداوةٌ مطروحةٌ … كانت قديماً للشراب العاتق

بأبي الوليد وأم نفسي كلما … طلع النجوم وذر قرن الشارق

لما أتيناه أتينا ماجداً … ضخم الدسائع (١) ذا ندىً وخلائق

أثوى وأحسن في الثواء وقضيت … حاجاتنا من عند أروع باسق

وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: كان ابن سيحان حليف بني حرب بن أمية شاعراً حلو الحديث وهو على ذلك يقارف الشراب، فكان ينادم أحداث بني أمية، وكان يشرب مع الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان الوليد بن عثمان بن عفان ينادم الوليد بن عتبة، وهو جاء بابن سيحان إليه، فأصاب الوليد بن عتبة خمارٌ فدفعا بابن سيحان فقال له: اشرب، فأتى بإداوة فيها فضلة شراب فشربها، ثم أمدوه فقال:

بأبي الوليد وأم نفسي كلما … كان الصباح وذرَّ قرن الشارق

أثوى فأحسن في الثواء وقضيت … حاجاتنا من عند أبيض باسق

كم عنده من نائلٍ وسماحةٍ … وشمائلٍ ميمونةٍ وخلائق

وكرامةٍ للمعتفين إذا اعتفوا … في ماله حقاً وقولٍ صادق

فالى الوليد يدي لكم ولغيركم … رهنٌ بصامت ماله والناطق

لا تبعدنَّ إداوةٌ مطروحةٌ … كانت زماناً للشراب العاتق

وحدثني المدائني قال: ويقال أن أبا زبيد قال هذا الشعر في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، والأول أثبت.


(١) الدسيعة: الجفنة، والمائدة الكريمة. القاموس.