وإصبعه تحس أيديهم، ثم جاء راكب آخر فقال: قتل عثمان وبايع الناس علياً فقالت: واعثماناه، ورجعت إلى مكة فضربت لها قبتها في المسجد الحرام وقالت: يا معشر قريش إن عثمان قد قتل، قتله عليّ بن أبي طالب، والله لأنملةٌ - أو قالت لليلةٌ - من عثمان خير من عليّ الدهر كله، وخرجت أم سلمة إلى المدينة وأقامت عائشة بمكة.
حدثني أبو عبيد حدثنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن عن وثاب، وكان مع عثمان يوم الدار وأصابته طعنتان كأنهما كيتان، قال: بعثني عثمان فدعوت الأشتر له فقال: يا أشتر ما يريد الناس مني؟ قال: يخبرونك أن تخلع لهم أمرهم أو تُقصَّ من نفسك وإلا فهم قاتلوك، قال: أما الخلع فما كنت لأخلع سربالاً سربلنيه الله، وأما القصاص فوالله لقد علمت أن صاحبيَّ كانا يعاقبان، وما يقوم بدني للقصاص، وأما قتلي فوالله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبداً ولا تُقاتلون عدواً جميعاً أبداً.
حدثني خلف بن هشام البزار حدثنا أبو شهاب عن ليث عن رجل عن حذيفة أنه قال: اللهم إني برئ إليك من دم عثمان، عهدوا إليه واستعتبوه ثم قتلوه.
حدثني هدبة حدثنا أبو الأشهب عن عوف عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان قال: اللهم إن كان قتل عثمان خيراً فليس لي منه نصيبٌ، وإن كان شراً فأنا منه بريء، ولئن كان خيراً ليحتلبنها لبناً، وإن كان قتله شراً ليمتصرنها دماً.
وحدثني هدبة بن خالد حدثنا أبو هلال قال سمعت الحسن يقول: عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ثم جاء فسقةٌ فقالوا: يا عثمان أعطنا كتاب