للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يقبل منه وقال: عليّ بابن عباس، فلما جاء قال كيف تقرأونها؟ فوافق كعبا، فلم يرجع معاوية فغضب كعب، فقال له ابن عباس: لا تغضب يا كعب فانك من الذين أوتوا الكتاب يؤمن به ومعاوية من الأحزاب ينكر بعضه، فقال معاوية: أمشاتمي أنت يا بن عباس! فقال: إن شئت، قال: شئت، فقال: لولا البيعة التي لك عندي ولولا السلطان لفعلت، قال: فلا بيعة لي عليك ولا سلطان فقل، قال: بل أجلّك يا أمير المؤمنين واكرمك، فسكن بعض غضبه ثم قام إلى الصلاة وقال: أطبق المصحف يا غلام فاني ما أرى الحرف إلا كما قالا.

حدثني اسحاق الفروي أبو موسى، حدثنا زافر بن سليمان عن أبي عصام الخراساني قال: لما أنكر الخوارج على عليّ بن أبي طالب تحكيم الحكمين فانحازوا عنه، خرج اليهم ابن عباس فقالوا له: مرحبا بك يابن عباس، ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبركم عن أصحاب محمد فليس فيكم رجل منهم، فقال بعضهم لبعض: لا تخاصموه فان الله يقول: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ (١). فقال ابن عباس: أخبروني ما الذي نقمتم على ابن عم رسول الله علي؟ قالوا: نقمنا عليه انّه حكم الرجال في دين الله ولا حكم إلاّ لله، وأنه قتل ولم يسب، ومحا أمير المؤمنين وكتب اسمه، فقال ابن عباس: أمّا قولكم: حكّم الرجال، فان الله حكّم الرجال في دينه في الشقاق بين الرجال والنساء وفي أرنب ثمنها ربع درهم يصيبها المحرم فقال: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ﴾


(١) - سورة الزخرف - الاية:٥٨.