فأخرَجَهُ ابنُ شاهينَ (٥١٤)، ومن طريقِهِ ابنُ الجَوزِيِّ (١١٠٠) قال: حدَّثَنا أحمدُ بنُ عُمر الزُّبَيرِيُّ بمصرَ، ثنا أحمدُ بنُ عبد الرَّحيم البَرقِيُّ، ثنا عمرُو بنُ أبي سَلَمَة أبُو حفصٍ، ثنا إبراهيمُ بنُ مُحَمَّدٍ البصرِيُّ، عن عليِّ بن ثابت، عن ابن سيرِينَ، عن أبي هُريرَة، قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا هُريرَةَ! مَن مشَى مع أعمَى مِيلًا يُرشِدُهُ كان له بكُلِّ ذراعٍ من المِيل عِتقُ رقبَةٍ. يا أبا هُريرَةَ! إذا أرشدتَ أعمَى فخُذ يده اليُسرَى بيدك اليُمنى؛ فإنَّها صدقةٌ".
قال ابنُ الجَوزِيِّ:"وإبراهيمُ البصرِيُّ، قال أبُو حاتمٍ الرَّازِيُّ: ضعيفُ الحديثِ مُنكَرُهُ. والحديث مُنكَرٌ".
وجُملة القول أن الحديث باطلٌ من جَمِيع وُجُوهِه. ومع ذلك، فقد حاوَلَ السِّيُوطِيُّ (٢/ ٨٨ - ٩٠) أن يُرقِّيه إلى درجة الضَّعيف فقط؛ حتَّى يتسنَّى له القولُ بأنَّه جائزٌ في فضائل الأعمال، وذلك بأن ينقل قول البيهَقِيِّ في "الشُّعب" في رُواتِهِ.
فقال البيهَقِيُّ:"عليُّ بنُ عُروةَ: ضعيفٌ. وما قبله: إسنادُهُ ضعيفٌ أيضًا"، والإسنادُ الذي قبله فيه: عبدُ الوهَّاب بنُ الضَّحَّاك.
ثُمَّ روَى البيهَقِيُّ حديثَ يُوسُفَ بن عطيَّةَ، وقال:"وُيوسُفُ ضعيفٌ". وهؤُلاء الثَّلاثةُ الذين ذكرَهُمُ البيهَقِيُّ كذَّابُون، يَضَعُون الحديث. والسِّيُوطِيُّ لابُدَّ أن يَعلَمَ هذا من تراجِمِهم، فإذا قال البيهَقِيُّ في أحد هؤلاء الهَلكَى إنَّه ضعيفٌ، ظَنَّ قارئُ هذا الحُكمِ أنَّه مثلُ ضعفِ أهلِ