٣٩ - سُئلتُ عن حديث:"إِنَّهُ سيَكُونُ بَعدِي قَوْمٌ سِفْلَتُهُم مُؤَذِّنُوهُم".
• قلتُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
أخرجَهُ البزَّارُ (ج ١ / رقم ٣٥٧) قال: حَدَّثنا أحمد بن منصور بن سيَّارٍ، ثنا عَتَّاب بن زيادٍ، ثنا أبُو حمزة السُّكَّريُّ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرةَ مرفُوعًا:"الإمام ضامنٌ، والمُؤَذِّن مُؤتَمنٌ. اللَّهُمَّ! أَرشِد الأئمةَ، واغفِر لِلمُؤذِّنين"، قالُوا:"يا رسول الله! لقد تَرَكتَنَا نتنافسُ في الأذان بعدك"، قال:" إِنَّهُ سيكونُ قومٌ … الخ".
وأخرجه أبُو عُثمان البَحِيرِيُّ في "الفوائد"(ج ٢/ ق ٥/ ٢) من طريق مُحمَّد بن عمرو بن مَوجَةَ، ثنا عَبدانُ، ثنا أبُو حمزةَ السُّكَّريُّ بسنده سواءٌ.
قال البزَّارُ:"وقد رَوَى صدرَه عن الأعمش جماعةٌ، على اضطرابهم فيه وفي إسنادِه، وتفرَّد بآخرِهِ أبُو حمزةَ، ولم يُتابَع عليه".
ووافق البزَّارَ على هذا الحكمِ جماعةٌ من العُلماء، مِنهُم ابن عبد البَرِّ، فقال في "التَّمهيد"(٢٢/ ١٥): "وهذا الحديث انفرد به أبُو حمزة هذا، وليس بالقويِّ".
وقال الخَلِيليُّ في "الإرشاد"(٣/ ٨٨٤ - ٨٨٥): "وهذه اللَّفظة لا تُروَى إلَّا من رواية أبي حمزة، ورُبَّما هذا مِن قولِ بعض الرُّواة، ولا يَصحُّ هذا عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وجملتُه أنَّه ثقةٌ مأمونٌ -يعني: أبا حمزة-".