للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حدَّثتُ به منذ سمعتُهُ من رسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - احتسابًا، وما أُحَدِّثُكُمُوهُ اليومَ إلَّا احتسابًا، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إنَّ العبد المسلم إذا توضَّأ فأحسن الوُضوء، ثُمَّ عَمَدَ إلى المسجد، لم يرفع رجلَهُ اليُمنَى إلَّا كُتبَت له بها حسنةٌ، ولم يضع اليُسرَى إلَّا حُطَّت عنه بها خطيئةٌ، حتى يبلُغَ المسجد، فليتقرَّب أو لِيتَبَاعَدَ، فإنْ أدرك الصَّلاةَ في الجماعة مع القوم، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، وإن أدرك منها بعضًا وسُبِق ببعضٍ، فقضى ما فاته فأحسن ركوعَه وسجودَهُ، كان كذلك، وإن جاء والقومُ قعودٌ كان كذلك" (١)، فكان في هذا الحديث في إدراك أقلِّ القليل من الصلاة مثلُ ما في الآثار الأُوَلِ من إدراك ركعةٍ منها. وإذا كان ما قد رُوي في إدراك الرَّكعة منها معناه معنى إدراك الفضل، فدلَّ ذلك مخُالِفهم على أنَّه يكونُ من أدرك ذلك من الصَّلاة يكونُ به من أهلِها، كمُدرِكِي ما هو أكثرُ من ذلك منها، كان ما رَوَينَاهُ في هذا الحديث يَدُلهُّم على أنَّ مُدرِكَ أقلِّها في حكم مُدرِك ذلك منها. والله أعلم" انتهَى.

• قلتُ: فنَخلُص من هذا البحث أنَّ زيادة: "وفضلها" لا تصحُّ من جهة الرِّواية، كما قال ابنُ عبد البَرِّ. أمَّا الطَّحاوِيُّ فصحَّحَها من جهة


(١) هكذا رواه يعقوبُ بنُ إسحاق الحضرميُّ. وخُولف في إسناده، فأخرجه أبو داود (٥٦٣)، ومن طريقه البيهقيُّ (٣/ ٦٩)، قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ معاذ بن عبَّادٍ العَنْبَرِيُّ. وابنُ نصرٍ في "الصلاة" (١٠٦) قال: حدثنا يحيى بنُ يحيى. قالا: ثنا أبو عَوانة، عن يعلى بن عطاء، عن معبد بن هُرمُزَ، عن سعيد بن المسيَّب بهذا. فزاد في الإسناد: "معبدَ ابن هرمز". فدلَّ على أن إسناد الطحاوِيِّ فيه انقطاعٌ. ثمَّ معبَدُ بن هُرمُزَ مجهولُ العين، لم يرو عنه إلَّا يعلى بنُ عطاء، كما قال الذَهبيُّ. ولأوَّله شواهدُ عن بعض الصحابة، منهم أبو هريرة - رضي الله عنه -، عند مسلمٍ وغيره. والله أعلم.