الثَّقَفيُّ، عن أبيه، عن المغيرةَ بن شُعبة، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنينٍ وَقَفَ على رَجُلٍ مقتُولٍ، فقال:"أَبعَدَكَ اللهُ! فَإِنَّكَ كنتَ تُبغضُ قريشًا".
قال العراقيُّ:"هذا حديثٌ في إسنادِهِ مقالٌ. ويعقُوبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهريُّ أحدُ الحُفَّاظ، ضعَّفهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ، وأبُو زُرعةَ، وقال ابنُ مَعينٍ: ما حدَّثَكم عن الثِّقات فاكتُبُوه، وما لا يُعرَفُ من الشُّيوخ فدعوه. وشيخُهُ نَوفلُ بنُ عِمارَةَ، والجَرَّاحُ بنُ مَخلَدٍ، ذَكَرهما ابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٧/ ٥٤٠ و ٨/ ١٦٤) ".
• قلتُ: كذا قال! وقد تَسامَحَ في أمر يعقوبَ بن مُحَمَّدٍ، فإنَّه شبهُ المتروك. قال أحمدُ بنُ حَنبلٍ:"ليس بشيءٍ، ليس يسوي شيئًا". وقال أبُو زُرعةَ:"واهي الحديث"، وقال في موضعٍ آخر:"ليس عليه قياسٌ. يعقُوبُ الزُّهريُّ، وابنُ زَبَالَةَ، والواقديُّ، وعُمرُ بنُ أبي بكرٍ المُؤمَّليُّ: يتقارَبُون في الضَّعف". فهذا يدُلُّ على أنَّه شديدُ الضَّعف عند أبي زُرعةَ. وقال أبُو حاتِمٍ:"هو على يدَي عدلٍ" وهي صيغة جرحٍ عنده. أمَّا ابنُ مَعينٍ فلم ينقل العراقيُّ قولَه الآخر في يعقوب وهو:"أحاديثُهُ تُشبهُ أحاديثَ الواقديِّ" يعني: متروكٌ. فظاهرٌ من عبارات العُلماء أنَّه واهٍ، ولم يُوَثِّقهُ إلَّا المتساهِلون كابنِ حِبَّان، أو الذين لم يُعرَفُوا بنقد الرِّجال مثلُ حجَّاجِ بن الشَّاعر. أمَّا قولُ بن سعدٍ:"كان حافظًا" فهذا لا يعني أنَّه ثقةٌ؛ إذ أن كثيرا من الرُّواة يصفُهُم النُّقَّاد بالحفظ ويُضعِّفونهم كابن عُقدةَ والكُدَيمِيِّ وغيرهما، فالحفظُ غيرُ مُستلزِمٍ للثِّقة. ولو قبلنا