القولَ الذي نَقَلهُ العراقيُّ عن ابن مَعينٍ:"ما حدَّثَكم عن الثِّقات فاكتُبُوه" فلا ينطبق على هذا الحديث؛ إذ أن شيخَهُ فيه هو: نَوفَلُ بنُ عِمارَةَ، وهذا لم يُوثِّقهُ إلَّا ابنُ حِبَّان، ولم يَذكُر عنه راويًا غيرَ يعقوبَ، فالصَّحيحُ أنَّه مجهُولٌ. أضِف إلى ذلك أن شيخَ نَوفلٍ وهو: عبدُ الله بنُ الأَسْوَدِ لم أجد له ترجمةً. وشيخَ الطَّبرانِيِّ أحمدَ بنَ سهلٍ لا أعرف فيه جَرحًا ولا تَعديلًا، وذَكَره السَّمعانِيُّ في "الأنساب (٣/ ٢٦٧) ولم يذكُر فيه شيئًا. فإسنادُ الحديثِ ضعيفٌ جدًّا، ولو سلَّمنا أن مُرسَلَ الزُّهرِيِّ السَّابقَ صحيحٌ فلا يُقوِّي هذا الموصُولَ، كيف والمُرسَلُ شبهُ الرِّيح كما ذكرتُ؟
وقال الهيثميُّ في "المَجمَع" (١٠/ ٢٧): "فيه يَعقُوبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهريُّ، وهو ضعيفٌ، وقد وُثِّق".
ويُروَى أن هذا المَقتُولَ الذي عناه المغيرةُ هو: عُثمان بنُ عبد الله بن ربيعة. فقد ذَكَرَ ابنُ سعدٍ في "الطَّبقات" (٥/ ٥١٩) في ترجمة: "عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عُثمان بن عبد الله بن رَبيعة"، أن جدَّهُ عُثمانَ بنَ عبد الله كان يحمِلُ لواءَ المُشركين يوم حُنينٍ، فقَتَلَهُ عليُّ بن أبي طالبٍ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبعَدَهُ اللهُ! إِنَّه كانَ يُبغِضُ قُرَيشًا".