ولكن، يُجَابُ عنه بأنَّ سُهيلًا ثِقَةٌ، من رجال مُسلِمٍ وإن كان أصابَتهُ عِلًّةٌ في آخِر حياتِهِ فَنَسِيَ بعضَ حديثِهِ، إلَّا أنَّه كان مُختصًّا بأبيه. وغيرُ مُستبعَدٍ أن يكون سَمِعَهُ من الأعمش، وسَمِعَهُ من أبيه. ثُمَّ إنِّي لم أر أحدًا اتَّهَمَهُ بالتَّدليس، وهذا يَنفِي التَّخَوُّفَ من عَنعَنَتِه. ثُمَّ فوق ذلك: ما الدَّليل على أنَّه لم يَسمَع هذا الحديثَ مِن أبيه؟ أَلِمُجَرَّد روايته الحديثَ مرَّةً عن الأعمش، عن أبيه، ومرَّةً عن أبيه؟! فهَذِهِ أمارة انقطاعٍ، وليست دليلًا، ومثلُ هذا يَقعُ كثيرًا في أحاديث "الصَّحيحين"، فَضلًا عن غيرِهما.
وقد تُوبِع الأعمشُ، وسهيلٌ على هذا الوجه ..
١ - فرواه أبُو إسحاق السَّبِيعِيُّ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا.
أخرجه أحمدُ (٢/ ٣٧٧ - ٣٧٨، ٥١٤)، وابنُ خُزَيمَةَ (٣/ ١٦)، والطَّحَاوِيُّ في "المُشكِل"(٣/ ٥٣)، وأبو عَمرٍو السَّمَرقَندِيُّ في "الفوائد المنتقاة الحِسَان"(ق ٧٢/ ٢)، والبَزَّارُ (ج ٢/ ق ٢٠٤/ ١)، وابنُ الأَعرَابِيِّ في "مُعجَمه"(ج ٦/ ق ١٠٧/ ١)، والطَّبَرَانِيُّ في "الأوسط"(ج ١/ ق ٢٠٨/ ١)، وفي "الصَّغير"(١/ ٢٦٥)، وأبو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان"(١/ ٣٤١) من طُرُقٍ عن مُوسَى بن داوُد، عن زُهير بن مُعاوية، عن أبي إسحاقَ السَّبِيعِيِّ به.
قال الطَّبَرَانِيُّ: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن أبي إسحاق إلَّا زُهيرٌ، ولا