• قلتُ: زُهير بن مُعاوِيَةَ، ومُوسَى بن داوُد كلاهما من الثِّقات الرُّفَعاء. ولكن، عِلَّةُ هذا الإسناد عِندِي هي أنَّ زُهيرًا كان مِمَّن سَمِع من أبي إسحاق في الاختلاط، كما قال أبو زُرعَة الرَّازِيُّ وغيرُه. ثُمَّ هو مُدَلِّسٌ، ولم يُصَرِّح بتحديثٍ.
قال البَزَّارُ: "وهذا الحديثُ إنَّما يُعرَف من حديث الأعمش، ولا أَحسِبُ أبا إسحاقَ سَمِعَهُ من أبي صالحٍ".
أمَّا الشَّيخُ أبو الأشبال -رحمه الله-، فقال في "شرح التِّرمِذِيِّ" (١/ ٤٠٦): "إسنادُهُ لا مَطعَنَ فيه"! كذا قال! ولا يَخفَى ما فيه.
٢ - ويرويه مُحمَّدُ بنُ جُحَادَةَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا.
أخرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في "الأوسط" (ج ٢/ ق ٣٠٩/ ٢)، وأبو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان" (١/ ١٢٨ - ١٢٩) من طريق المُنذِر بن الوليد، ثنا أبي، ثنا الحَسَنُ بنُ أبي جعفرٍ، عن مُحمَّد بن جُحَادة فذَكَرَه.
وهذا سندٌ واهٍ؛ والحَسَنُ بنُ أبي جعفرٍ ضَعَّفَه ابنُ المَدِينِيِّ جِدًّا، وأحمدُ، والنَّسَائيُّ. وقال البُخارِيُّ، والفَلَّاسُ: "مُنكَر الحديث"، وزاد الفَلَّاس: "صَدوقٌ". وقال ابنُ مَعِينٍ: "ليس بشيءٍ". فهذا الضَّعفُ ناشئٌ من شِدَّةِ غفلته عن ضبط الحديث.
٣ - ويرويه أبو الهيثمِ الطَّائِيُّ، عن أبي صالحٍ به.