وقال البَيهَقِيُّ:"تفرَّد به حُسَينُ بنُ قيسٍ أبو عليٍّ الرَّحْبِيُّ، المعروفُ بـ "حَنَشٍ"، وهو ضعيفٌ عند أهل النَّقل، لا يُحتَجُّ بخَبَرِه".
وقال ابنُ الجوزِيِّ:"أمَّا حُسَينُ بنُ قَيسٍ فقد كذَّبَهُ أَحمَدُ بنُ حنبلٍ، وقال مرَّةً: متروكُ الحديث. وكذلك قال النَّسائِيُّ. وقال يحيى: ليس بشيءٍ. وقال العُقَيليُّ: وهذا الحديثُ لا أصلَ له".
أمَّا الحاكِمُ فهو في وادٍ آخرَ، حيث قال عَقِبَ الحديث:"حنشُ بنُ قيسٍ الرَّحْبِيُّ، يقال له: أبُو عَليٍّ، مِن أهل اليَمَن، سكَن الكُوفَةَ. ثقةٌ".
فردَّه الذَّهَبِيُّ بقوله:"بل ضَعَّفُوهُ".
وذَكَر العُقَيليُّ في "الضُّعفاء"(١/ ٢٤٨) هذا الحديث، قال:"رواه عِكرِمةُ، عن ابن عبَّاسٍ، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جمع بين صلاتَين من الكَبائر". - قال: - حُسينُ بنُ قيسٍ الرَّحْبيُّ لا يُتابَعُ عليه، ولا يُعرَفُ إلَّا به. - قال: - ولا أصلَ له. وقد رُوي عن ابن عبَّاسٍ بإسنادٍ جيِّدٍ، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَع بين الظُّهر والعَصر، والمَغرِب والعشاء".
وتعقَّب السِّيوطِيُّ في "اللَّالئ"(٢/ ٢٣) ابنَ الجَوزِيِّ في دَعوَى وضع هذا الحديثِ. ولخَّص كلامَه المُناوِيُّ في "فيض القدير"(١/ ١٩٠ - ١٩١)، وخَتَمَ كلامَه بقوله:"وَحَكَمَ ابنُ الجَوزِيِّ بوضعه، ونُوزِع بما هو تَعَسُّفٌ للمُصنِّفِ - يعني: السِّيوطِيَّ -. فإن سُلِّم عدمُ وضعِهِ، فهو واهٍ جدًّا".
ونَقَل كلامَ المُناوِيِّ أبُو الفَيض الغُمارِيُّ في "المُداوِي"(٦/ ٢٤٩)، ورَدَّ عليه قائلًا: