للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن الأدلَّة على أنَّ النُّزول على الرُّكبة يُسمَّى "بُروكًا"، ما:

أخرجه مُسلِمٌ (١٢٥/ ١٩٩) وغيرُهُ من حديث أبي هُريرَة، قال: لمَّا نَزَلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: ٢٨٤]، -قال:- فاشتَدَّ ذلك على أصحاب رسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأَتَوا النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ بَرَكُوا على الرُّكَب، فقالُوا: .. الحديث.

ومن الأدلَّة أيضًا، ما:

أخرجه الشَّيخانِ عن أنسٍ، قال: خرَجَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- حين زَاغَت الشَّمسُ … الحديث، وفيه: ثُمَّ أَكثَر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يَقُول: "سَلُوني! "، فَبَرَكَ عُمَر على رُكبتَيه، فقال: "رضِينَا بالله ربًّا! " … الحديث.

• قلتُ: فقد تبيَّن بحمد الله تعالَى، بما لا يَدَعُ مجالًا للتَّوقُّفِ أو الشَّكِّ أنَّ رُكبَةَ البعير في يده، وأنَّ البُرُوكَ يكونُ على الرُّكبَة. ونحنُ ومخالفُونَا في هذه المسألة مُتَّفِقُون على أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بُرُوكِ البعيرِ، ثُمَّ اختلَفنَا كيف يَبرُك البعيرُ. فلو تَقَاوَمت الأحاديثُ الواردةُ في هذا الباب وتساقطت لِضَعفِهَا، ولم يبق بأيدينا، نحن ولا مُخالِفِينَا، أدلَّةُ مرفُوعَةٌ، لكان هذا الوجهُ كافيًا في إِثباتِ قَولِنَا، وتَوهِينِ قولِ مُخالِفِينَا. ولله الحمدُ والمِنَّةُ.

وقد أَفَضتُ في بيان هذِهِ المسألة في جُزءٍ مُفرَدٍ، سمَّيتُه: "نهي الصُّحبة عن النُّزول بالرُّكبة"، وهو مَطبوعٌ.

• قلتُ: وبعد كتابة ما تقدَّم باثنَي عشر عامًا، طُبع حديثًا كتابُ "المُداوِي