للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطارنة (١)، وإما بعض الرهبان، ويتمثل لمن يستغيث به من ضلال المسلمين بشيخ من الشيوخ في صورة ذلك الشيخ; كما تمثل لجماعة ممن أعرفهم في صورتي وفي صورة جماعة من الشيوخ الذين ذكروا في ذلك، ويتمثل كثيرا في صورة بعض الموتى: تارة يقول أنا الشيخ عبد القادر (٢)، وتارة يقول أنا الشيخ أبو الحجاج الأقصري (٣)، وتارة يقول أنا الشيخ عدي (٤)، وتارة يقول


(١) رئيس ديني عند النصارى وهو دون البطريرك وفوق الأسقف. انظر: مفاتيح العلوم (ص: ١٤٨) المعجم الوسيط (٢/ ٨٧٥).
(٢) هو عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد، الجيلاني، أو الكيلاني، أو الجيلي: عالم حنبلي اشتهر بالزهد والعبادة والورع، وذاع صيته حتى نسبت إليه الطائفة القادرية، وهو بريء منهم، فقد كان مع زهده وعبادته متمسكاً بالسنة، ويذكرون عنه مكاشفات وكرامات أكثرها من باب الغلو، وعليه بعض المآخذ في أقواله وأفعاله، إلا أنه لا يستجيز هذه الطريقة البدعية التي نسبت إليه وفعلت ما لا يرتضيه، من مصنفاته "الغنية " و"الفتح الرباني" (ت:٥٦١ هـ). انظر: السير (٢/ ٤٣٩) البداية والنهاية (١٢/ ٢٥٢) ذيل طبقات الحنابلة (٣/ ٢٩٠) درء التعارض (٥/ ٥).
(٣) هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، المعروف بأبي الحجاج الأقصري ولد ببغداد ثم نزل بالأقصر (بصعيد مصر) وقبره فيها معروف إلى الآن، الأعلام للزركلي (٨/ ٢٣٨)
قيل أنه على سنن السلف لكن جهال أتباعه أطنبوا في أمره، وظنوا أن ذلك من بره، وادعوا أنه في ليلة النصف من شعبان، عرج به إلى السماء، واتخذوه في كل سنة كالعيد، تأتي إليه الخلائق من العوالي، وتحضر الدفوف والشبابات ويختلط الرجال بالنسوان والشيخ بعيد عن ذلك كله، سنة (ت:٦٤٤ هـ). انظر: تاريخ الإسلام (١٤/ ٥٠٩) والوافي بالوفيات (٢٩/ ١٠٩) والأعلام (٨/ ٢٣٨)
(٤) هو عدي بن مسافر بن إسماعيل الهكاري الأموي: إليه تنتسب الطائفة العدوية (اليزيدية)، وغالى أتباعه " العدوية " فيه فهم يحجون لقبره، ويستقبلونه في صلواتهم ويعتقدون فيه النبوة بل والألوهية أيضاً، وهو بريء منهم ومن طريقتهم، قال شيخ الإسلام: «وغلوا في الشيخ عدي وفي يزيد بأشياء مخالفة لما كان عليه الشيخ عدي الكبير -قدس الله روحه - فإن طريقته كانت سليمة لم يكن فيها من هذه البدع» ووذكر أنه كان من العباد الصالحين والمشايخ المتبعين وعقيدته المحفوظة عنه لم يخرج فيها عن الأصول الكبار لأهل السنة والجماعة وكان حريصاً على السنة ناشراً لها منابذاً لمن خالفها، مع أنه لا بد أن يوجد في كلامه وكلام نظرائه من المسائل المرجوحة والدلائل الضعيفة -كأحاديث لا تثبت ومقاييس لا تطرد- ما يعرفه أهل البصيرة (ت:٥٥٧ هـ). انظر: وفيات الأعيان (٣/ ٢٥٤) رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أتباع عدي بن مسافر الأموي" المشهورة بـ" الوصية الكبرى" (ص:٥٨، ١٠٦) والسير (١٥/ ١٢٤).

<<  <   >  >>