مقدور المخلوق، كما بَّينه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مواضع من "الفتاوى". ويدل لهذا الأصل، حديث إجابة المؤذن، وفيه:(ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله) رواه مسلم.
وحديث عمر -رضي الله عنه- في خبر أويس المرادي القرني وفيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر -رضي الله عنه-: (فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) رواه مسلم.
وطلب الدعاء من الغير لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيه تفصيل: في أن على طالب الدعاء له من غيره أن يكون مقصده نفعه، ونفع الداعي؛ بتكثير أجره على الدعاء له، وأن لا يطلب الدعاء له مقابل معروف بذله له، وأن يكون الطلب من أهل الخير والصلاح.
وقد توسع الناس في طلب الدُّعاء من الغير، وبخاصة عند الوداع:(ادعُ لنا)، (دعواتك)، حتى ولو كان المخاطب به فاسقاً ماجناً. وقد جاء عن بعض السلف كراهته.
قال ابن رجب -رحمه الله-: وكان كثير من السلف يكره أن يُطلب منه الدعاء، ويقول لمن يسأله الدعاء: أي شيء أنا؟ وممن روي عنه ذلك عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- وكذلك مالك بن دينار. وكان النخعي يكره أن يُسأل الدعاء. وكتب رجل إلى أحمد يسأله الدعاء، فقال أحمد: إذا دعونا نحن لهذا، فمن يدعو لنا؟ اهـ.