نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب البقاع إلى الله مساجدها) رواه مسلم.
وهو أحد الأسباب التي تحمي العبد المؤمن من أهوال يوم القيامة، فما ظنك بمكان يهيئ الملجأ الآمن يوم يشتد الكرب وتضطرب النفوس، ويبحث الخلق عن مأوى يحميهم ويستظلون بظله، فيكون الذي تعلق قلبه بالمسجد في أمان واطمئنان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله … ) متفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
ففي المسجد الراحة، والاطمئنان، والسعادة، والأنس، والفرح، والسرور، والانشراح بتلاوة القرآن، وتعلم العلم، والتسبيح والتهليل، والصلاة، والمحاضرات، والدروس، والخطب والجلوس مع الصالحين، من علماء وطلبة علم وعُبَّاد، والبعد عن صخب الحياة، وضجيج أهل الدنيا، فوالله إن المسجد بيت كل مؤمن كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
وأما المنافق: فلا يستريح ولا ينشرح صدره إلا مع أمثاله وأضرابه وأشكاله، فإذا دخل المسجد ضاق صدره واكتئب فؤاده قال تعالى {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}{الأنعام: ١٢٥}.