للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد بعث علي بن أَبي طالِب -رضي الله عنه- إلى اليمن ألا يدع تمثالاً إلا طمسه، ولا قبرًا مُشرِفًا إلا سواه، فسنتُهُ -صلى الله عليه وسلم- تسوية هذه القُبورِ المشرفة كلها، ونهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، وأن يكتب عليه.

وكانت قبور أصحابه لا مشرفة، ولا لاطِئة، وهكذا كان قبره الكريم وقبر صاحبيهِ، فقبره -صلى الله عليه وسلم- مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء، لا مبني ولا مطين، وهكذا كان قبر صاحبيه.

وكان يُعلِم قبر من يريد تَعَرُّف قبره بصخرة.

ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعله، ونهى عن الصلاة إلى القبور، ونهى أمته أن يتخذوا قبره عيداً، ولعن زوّراتِ القبور.

وكان هديه أن لا تهان القبور وتُوطَأَ، وألا يُجلس عليها ويتكأَ عليها، ولا تُعَظّم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها وتتخذ أعياداً وأوثاناً.

<<  <  ج: ص:  >  >>