وقد ضعَّف هذه القصيدة شيخنا مقبل الوادعي -رحمه الله- في تعليقه على "تفسير ابن كثير"(٢/ ٢٣٦) حيث قال: والأبيات من طريق محمد ابن إبراهيم بن أبي سكينة وما وجدت ترجمته وينظر بقية السند. اهـ.
قلت: هكذا أورد هذه الحكاية برمتها الحافظ أبو الفداء، ولم يعلق عليها بشيء! فأوهم صنيعه هذا جماهير من الوعاظ والخطباء، ممن يعتمدون على "تفسيره" ويحتجون بأقواله، أوهمهم صدق هذه الحكاية! فتناقلوها في مجالس الترغيب والترهيب وعلى منابر الوعظ والتذكير، وفي أهازيجهم وأناشيدهم يهيجون بها عواطف الناس، ترغيباً في الجهاد والمرابطة ولعلّ أكثرهم لم ينظر ولو مرة واحدة، في مصدر الحكاية ومخرجها، اعتماداً على نقل الحافظ إياها، وسكوته عنها، ولم تتمعر وجوههم غيرة على مقامات الرفعة ومراتب الإحسان، وأفضلها ملازمة الحرمين الشريفين مكة وطيبة، زادهما الله تشريفاً وتكريماً ومهابة وعزاً.