[الدعوة إلى المساهمة في الخيرات]
السؤال
يتسائل كثير من الإخوة عن البرنامج الصيفي.
الجواب
سوف يكون هنا -إن شاء الله- الدرس العلمي لطلبة العلم بعد كل فجر وبعد كل مغرب، أما الدرس -الآن- العام فسوف يستمر بإذن الله عز وجل.
وسوف يراعى في الموضوعات مسألة المخيمات؛ لأن المنطقة منطقة محببة إلى الناس بما منحها الله من جو طيب، وبما منح أهلها من خير وفضل واستقامة وكرم، فأصبح الناس يتوافدون إليها بالألوف، ولا أقول هذا مبالغة.
أحياناً قد تجد في اليوم الواحد ما يقارب ستة وعشرين مخيماً، ينزلون دفعة واحدة من كل نواحي البلاد، فنصيحتي أن يُستغل هؤلاء في التوجيه وأن نكون دعاة لهم مؤثرين، وأن نقدم لهم الخير، وهذا أنتم لا توصون عليه؛ فإنه قد ظهر من حسن أخلاقكم ومن كرمكم ما بهر الناس، وقد وصل الإنسان إلى المنطقة الشرقية والشمالية والوسطى والقصيم والغربية، فوجد الثناء العطر على أهل هذه المنطقة -وهذه من نعمة الله- في أخلاقهم وفي بذل خدماتهم، حتى تجد الواحد منهم إذا مر بفرقة لا يعرفها من الطلبة أو من الشباب المصطافين أتى بخزان ماء وقرَّبه إليهم، وعرض خدماته عليهم والخيمة والسيارة ودعاهم إلى بيته، حتى أصبح يتحدث بكرمهم الركبان:
يقولون معن لا زكاة لماله وكيف يزكي المال من هو باذله
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
أقول هذا وأنا واثق مما أقول بل كانوا يخبروننا في كثير من المجالس في غير هذه المنطقة من المناطق الأخرى عن صفات الكرم عند أبناء هذه المنطقة، ويقول أحدهم: نزلنا في الليل بجانب بيت، فخرج علينا صاحب البيت وبعد أن نصبنا خيمتنا أقسم لندخلن بيته، فأدفأنا وعشَّانا وأنامنا في بيته وكان كالخادم لنا.
يقول أبو بكر في الأنصار، والأنصار هم من الأزد، وأنتم من سلالة الأنصار:
جزى الله عنا جعفراً حيث أشرفت بنا نعلنا في الشارفين فزلَّت
هم خلطونا بالنفوس وألجئوا إلى غرفات أدفأت وأظلت
أبوا أن يملونا ولو أن أمنا تلاقي الذي يلقون منا لملت
ولانقول ذلك تعصباً؛ لكننا أمة نقول للمحسن: أحسنت.
وللمسيء: أسأت، فنشكركم من الأعماق، فقد قدم الصالحون منكم صورة جميلة من أعظم الصور عن هذه المنطقة، حتى المحافظة على الزي الإسلامي، وتحجبت المرأة، يقول بعضهم: أنزل في كثير من المساجد فلا أرى امرأة كاشفة أبداً الكلام الوقور الشباب الناشئ المحاضرات التي يحضرها المئات من المستقيمين الملتزمين حسن الخلق كرم الضيافة وهذا كله أحسن ما يُعمِّق حب هذه المنطقة.
وتعلمون أن كثيراً من المناطق ودعاة دول الخليج قد أصبحوا -الآن- يدعون في المحاضرات -وقد استمعت إلى أشرطة- أقوامهم إلى أن يزوروا هذا المنطقة ليزوروا أهلها ويروا جوها وجمالها، فعسى الله أن يكون لكم هذا منزلة عند الله وقربة.
وإنما المقصود الزيادة في هذا، والاستمرار عليه والاحتساب، خاصة في هذه المواسم؛ حتى نخفف عن الناس آلامهم؛ لأن بعضهم لا يعرف الطريق، وبعضهم لا يستطيع أن ينزل، وبعضهم تنقص الخدمات عنده وبعضهم ينقطع، وبعضهم يأتي وقد يكون فقيراً صاحب عائلة، فأرجو منكم -ولا توصون على هذا- البذل والعطاء والتضحية والإصلاح بما تستطيعون وتوزيع الشريط الإسلامي والكتيب.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.